33 - استكشاف المستشفى المهجور 2# - المذكرات

الفصل 033 : استكشاف المستشفى المهجور 2# - المذكرات.

--------------------------------------------------------------

تقدم (أورين) وأمسك بمقبض الباب وفتحه إلى آخره ثم وجµه مصباحه داخل الغرفة. فكانت الغرفة ليست كسائر الغرف في المستشفى، حيث كانت الغرفة مرتبة جيداً جداً، ولم تكن هناك لا أوراق مبعثرة ولا كراسي مقلوبة ولا زجاج مكسر ولا حتى وجود لذرة غبار واحدة، كان كل شيء في مكانه. كان هناك مكتب رمادي اللون وعليه حاسوب مكتبي، مع وجود كنبتين وطاولة خضراء صغيرة بينهما وفوقها كتاب سميك جداً، وستائر فاخرة ولوحات فنية تبدو باهضة الثمن.

لم يكن (أورين) متفاجئاً بالفعل، لأنه من بين جميع الغرف والأماكن في المستشفى التي استكشفوها حتى الآن، كل شيء كان في فوضى عارمة، وحتى قبل أن يدخل إلى مكتب المدير كان قد فكر بأن هذا المكان قد يكون استثناءًا، لأنه وكما قال لهم (آشماداي) بأن (ليليث) سوف تكون في المستشفى، لذا فيجب أن يكون هناك مكان نظيف واحد على الأقل حتى تستعمله.

فقال (أورين) مخاطباً الفتاتين معاً: "حسنا، يجب أن يكون هناك شيء ما هنا. ابحثوا في الرفوف، وأنا سوف أذهب لأرى إن كان ذلك الحاسوب لا يزال يعمل."

أومأت الفتاتان برأسيهما، وكل واحد منهم ذهب ليقوم بعمله هناك. فجلس في تلك اللحظة (أورين) على كرسي المكتب، وأخد يحدق به قبل أن يشرع بفعل أي شيء. فلاحظ بأن الحاسوب يعمل وكان جديداً أيضاً... وافترض بأن (ليليث) هي من أحضرته إلى هناك. فأمسك بالماوس وبدأ يبحث عن أشياء قد تفيده في المهمة، حتى وجد ملفاً تحت اسم *

مذكرات*

فدخل إلى ذلك الملف ونادى على الفتيات حتى يسمعوا ما يقرأه عليهم منها:

"هاي، استمعوا إلى هذا....

*24 غشت: لقد انتهينا من نقل مركز العمليات. المكان كان عبارة عن حطام وخراب، ولكنه معزول عن السكان. وفقاً لحساباتي، يجب أن ننتهي في أقل من عام.

..

7 دجنبر: المواد التي نجت من المرحلة الثانية قد تم وضعها في جناح الأمراض المعدية بسبب خطر انتقال العدوى.

- ملاحظة: (الأشخاص الذين يجرون عليهم التجارب يطلقون عليهم اسم مادة أو مواد)

..

10 يناير: 3 حراس قد قتلوا اليوم بواسطة مادة من المرحلة الرابعة. وإثنان آخران قد هربوا، المنظمة ستعتني بهم. لا يمكن أن تكون لدينا نهايات فضفاضة. ليس الآن.

..

1 مارس: لقد فعلتها! ال'س.ت.م.ج' قد اكتمل. العامل الرئيسي مرتبط بالحمض النووي ويسبب طفرات متسلسلة. سيكون (عشتروت) راضياً. المكون النهائي قد تم تخزينه في أنبوب إختبار في القبو أسفل جناح الأمراض المعدية.*

..

وهذا.... كان آخر شيء تمت كتابته هنا. أعتقد بأننا فهمنا الأمر. ما نبحث عنه يوجد في ذلك القبو، تحت قسم الأمراض المعدية. هل وجدتهم شيئاً آخر؟"

كانت (لورين) في الجهة اليمنى من الغرفة تحمل ورقة صغيرة، وقالت وهي تنظر إليها:

"فقط هذه الملاحظة الغريبة..."

ثم بدأت تقرأها عليهم:

"

5 أرقام. طريق واحد. أبيض، أحمر، أخضر، رمادي، أسود. هذا هو الترتيب. هذا هو الإتجاه.

"

ثم نظرت إليهم وقالت: "هل تعتقدون بأن هذا قد يعني شيئاً ما؟"

رد عليها (أورين) وهو يهز راسه نافياً: "لا أعتقد ذلك، ولكن... من يعلم."

كانت (جودي) تتمشى بجانب الكنبة في الجهة اليسرى من الغرفة، وبجانب الطاولة الخضراء الصغيرة رأت ذلك الكتاب السميك فوقها، ومرسوم عليه رقم 3 بصباغة بيضاء، فقالت لهم:

"هاي، هل ترون هذا؟ شخص ما قد رسم رقم 3 على غلاف هذا الكتاب...... هذا قد يعني شيئاً..."

رد عليها (أورين): "لا أعلم، ربما نحن فقط نفكر زيادةً عن اللزوم. هيا لنذهب إلى جناح الأمراض المعدية."

فأومأت (جودي) وقالت: "أجل، سيكون هذا أفضل."

عاد الثلاثة إلى جناح الأمراض المعدية وذهبوا مباشرة وسط الردهة، وكما قرأوا في مذكرات (ليليث) فالمكون س.ت.م.ج في مكان ما هناك. فتوقفوا عن المشي عندما كان أمامهم ذلك الباب الحديدي الصدئ الذي لا يملك مقبضا. فقال (أورين) بعد أن أطلق تنهيدة طويلة:

"لا نستطيع التقدم أكثر من هنا..."

فسألته (لورين): "هل تستطيع أن ترى أي شيء قد نستطيع استخدامه حتى نفتح الباب؟"

في تلك اللحظة نادت عليهم (جودي) خلفهم بشكل مفاجئ:

"مهلا! أنظرا إلى هذا!"

استدار الإثنان إلى (جودي) ووجدوها تحدق في شيء ما بجانب أحد الأبواب الصدئة، كانت صفيحة حديدية مستطيلة الشكل مثبتة بجانب الباب ب4 براغي، وبها 10 أزرار مرقمة. فسألها (أورين) لأنه هو و(لورين) كانا بعيدين عنها بأمتار قليلة.

"ماذا هناك؟"

فأجابته (جودي) قائلة: "هناك نوع من لوحة المفاتيح على الحائط مع أرقام عليها من 0 إلى 9. من المحتمل أن تكون لوحة تحكم لفتح الأبواب. وذلك الباب من بينهم." وكان تشير باصبعها نحو الباب الذي ليس له مقبض.

تقدم (أورين) ووقف أمام لوحة المفاتيح تلك، ومن ثم قال:

"أوه، هذا صحيح، لم نلاحظ وجودها هنا من قبل." ثم نظر إلى (جودي) وأكمل: "ولكننا لا نعرف الرمز..."

فصاحت (لورين) خلفهم قائلة: "بالطبع! الأرقام!"

استدار (أورين) مستغرباً نحوها وسألها: "ماذا؟"

كثفت يديها تحت صدرها وقالت: "الملاحظة! التي وجدناها في مكتب المدير! ألا تتذكر؟

*5 أرقام. طريق واحد. أبيض، أحمر، أخضر، رمادي، أسود. هذا هو الترتيب. هذا هو الإتجاه.*

وكما أننا وجدنا رقم ثلاثة بالأبيض مسبقاً!"

تساءل (أورين) مجدداً وهو يحاول أن يفهم الوضع: "إذن... الرقم الأول هو 3؟"

أغمضت (لورين) عينيها وابتسمت ابتسامة أن ذلك كان نمطاً واضحاً ولكنهم تأخروا قليلاً في فهمه، وقالت:

"ذلك شيء منطقي بالفعل."

فتساءل (أورين) مرة أخرى: "والـ4 أرقام الأخرى؟"

اختفت الإبتسامة وكانت هذه المرة ملامح وجه يتساءل: "لا أعلم... ربما... في مكان ما حول المستشفى؟"

كانت (لورين) في تلك اللحظة واقفة أمام أحد مداخل الغرف التي ليس لديها باب، وبداخل تلك الغرفة المظلمة التي ينبعث إليها ضوء مصباح (أورين) الذي يوجهه نحو (لورين)، يتواجد ذلك الرجل عاري الصدر مجدداً يراقبهم من حيث لا يعلمون في نفس وقت اشتداد صوت الرعد.

وكان (أورين) يتساءل أيضاً: "هممم... ربما أنتِ محقة. دعونا نلقي نظرة حول هذا المكان حتى نرى إن كنا سوف نجد شيئاً. على الرغم من ذلك... ألا تظنون بأنه يبدو وكأن شخصاً ما يعبث معنا؟... لعبة 'الأرقام والألوان' هذه..."

أومأت (جودي) وقالت: "لقد كنت أتساءل نفس السؤال."

فوجه ضوء مصباحه نحو أختيه في نفس الوقت وقال لهم: "على كل حال، لنجرب الأمر."

في تلك اللحظة كان عليهم حتى يستطيعوا فتح ذلك الباب، أن يجدوا الرمز الصحيح لفتحه، هناك 5 ألوان ولكل لون هناك رقم قد تم رسمه بلون من بين الألوان الخمسة في مختلف الأماكن وبشكل عشوائي داخل المستشفى، وكما قد وجدوا مسبقاً الرقم 3 الذي كان مرسوماً باللون الأبيض على ذلك الكتاب السميك الذي وجدوه على تلك الطاولة الخضراء الموجودة في مكتب المدير.

عاد الثلاثة إلى مكان الإستقبال، وذهبوا مباشرة إلى الجناح الشرقي الذي لم يستكشفوه بعد، كان المكان فوضوياً ككل مكان هناك، فقالت (جودي) بشكل مفاجئ:

"أنظروا! توجد لافتة في الأعلى هناك في أقصى اليسار. إنها تقول بأننا لو أستمرينا في هذا الإتجاه فسوف ندخل إلى وحدة الصدمات والحروق، والتي على ما يبدو أنه تم حظرها، لذا فقد تم تغييرها إلى وحدة الطب النفسي مع وجود غرفة بها أرشيفات المستشفى بجانبها."

أومأ (أورين) وقال: "حسنا، لنلقي نظرة."

وقرر الذهاب ليرى ما قد يجده في غرفة أرشيفات المستشفى أولاً، لما فيها من ملفات وأوراق فهذا يعني معلومات أكبر.

وصل الثلاثة إلى هناك وكانت الغرفة فوضوية وبها عدة مكاتب وخزانات حديدية تحتوي على القليل من الملفات والأوراق. ذلك المكان حيث يتم تخزين جميع ملفات المستشفى، فتفرقوا ليبحثوا عن أي شيء مثير للانتباه وله علاقة بلعبة الأرقام والالوان.

ظل (أورين) يوجه ضوء مصباحه في الأرجاء فوجد بأن أغلبية الملفات والأوراق قد تم أخدها، وتركوا فقط كمية قليلة ومبعثرة على الأرض وعلى المكاتب وفي الخزانات.

في تلك اللحظة صاحت (جودي) إليهم مجدداً وهي تشير إلى الخزانات الخشبية التي بها رفوف خاصة بالأوراق والكتب: "هاي، هناك بعض المجلدات هنا، والتي تبدو جديدة جداً."

استدار الإثنان إليها ووجدوها مدت يدها لتخرج من أحد تلك المجلدات بعض الأوراق المتوسطة الحجم ثم تساءلت:

"ما هذا؟"

عند تحققها من محتويات الأوراق، علمت بأن تلك عبارة عن مذكرات، كالتي وجدها (أورين) في الحاسوب الموجود في مكتب المدير الخاصة ب(ليليث)، ثم بدأت تقرأها عليهم:

"

31 غشت: لا تتقدم أي مادة إلى أبعد من المرحلة الأولى حتى الآن. المكون غير مستقر جداً. نحتاج المزيد من المواد لنكمل الإختبار.

..

10 أكتوبر: 'س.ت.م.ج نسخة 2' كان ناجحاً. المواد في المرحلة 3 يستطيعون تجديد أي جزء من أجسامهم، سواء تم قطعه، حرقه أو تشويهه بأي طريقة كانت. المشكلة الوحيدة هي الطفرات الجينية العديدة التي لا تزال يسببها المكون.

..

11 يناير: المادة رقم 93 يبدو واعداً. يبدو بأنه محصن ومنيع ضد آثار المكون السلبية. ولقد تم عزله.

..

20 يناير: "اليوم حاولنا حقن جرعة أكبر بكثير على مادة جديدة. النتائج كانت فظيعة. لقد استطاع تطوير هياكل عظمية من جلده الخارجي في غضون ثوانٍ. وقتل 3 حراس قبل أن نحتويه.

..

21 يناير: "لقد قمنا بقطع عموده الفقري ولكنه لا يزال حيا. إنها أعجوبة بيولوجية. حتى والمادة في حالة جنون، لا يزال محافظاً على وعيه وعقله. لقد رسم نوعاً من الرموز في جناح الطب النفسي. الذهاب إلى هناك بالأشعة فوق البنفسجية لرؤية تلك الرموز هو شيء جنوني.

..

19 فبراير: اليوم زوجتي (ماثيلدا) قد ماتت في حادثة أخرى. أنا سوف أخرج من هنا في أقرب وقت. سيتوجب على الآنسة (سوانغو) أن تستمر بمفردها. لقد تمادينا وتعدينا الحدود كثيراً.

"

بعد أن انتهت (جودي) من قراءة المذكرات كان الجميع متسمرين مكانهم وغير قادرين على الكلام لأنهم لا يعرفون ماذا يقولون حول ما قد سمعوا للتو.

فقال (أورين) بعد صمت طويل: "واو... هذا يبدو وكأنهم أحداث من لعبة Resident Evil. بصراحة أجد كل هذا صعباً للتصديق، ولكن... من يعلم."

ثم استدار وقال: "دعونا نتأكد من أننا لا ننسى أي شيء..." فوجه ضوء مصباحه في الأرجاء وسأل الفتيات:

"همممممم... هل ترون أي أرقام في أي مكان ما هنا؟"

أجابته (لورين): "لا، ولكنني وجدت بعض فلاتر الأشعة فوق البنفسجية في هذا الدرج."

وكانت تشير إلى أحد أدراج خزانة حديدية بجانبها، ثم أكملت:

"نستطيع استخدامهم مع مصابيحنا اليدوية، لنذهب إلى جناح الطب النفسي، ونبحث عن الرسومات المذكورة في المذكرات التي قرأت (جودي) قبل قليل."

فقال لها (أورين) وهو يبتسم بحماس: "أجل... هذا يبدو مثيراً."

يتبع..

2022/02/03 · 95 مشاهدة · 1538 كلمة
نادي الروايات - 2024